Sunday, 4 May 2014

Malaga ملقا أو ملجا !!






كانوا يطلقون عليها أيام المسلمين "ملقا"  و هكذا كانت تكتب و تنطق ، أما اليوم فهي تعرف ب ملجا أو
Malaga
و لكنني أفضل التسمية العربية القديمة  على هذه التسمية !
ملقا من الثغور الإسلامية المهمة و التي تزامن سقوطها مع سقوط غرناطة و هي تمثل اليوم احدي المدن الثمانية في إقليم أندلسية 
زرتها بهدف مشاهدة ما تبقى من آثار المسلمين فيها و  لكن لم أر إلا أشياء قليلة جدا و لكن استمتعت جدا بالتواجد في تلك المدينة الصغيرة النظيفة جدا.
 اختلفت كلية عن أيام المسلمين و هدمت جميع المباني و الآثار التي كانت تدل على وجود المسلمين بها ماعدا بعض الآثار و التي تعد بالرغم من ذلك أبرز المعالم السياحية في المدينة و لكن عندما تزورها لن تجد ما ستراه في إشبيلية و غرناطة و حتى قرطبة من النسق الأندلسي الواضح جدا . قامت بها آلان مدينة أوروبية خالصة و تعد من أشهر المصائف على البحر المتوسط  و تعرف و معها عدة مدن أخري ب "كوستا دي لا سول" و بالعربية "ساحل الشمس" و ذلك بسبب أن الشمس لا تغيب عن ساحلها و كناية عن جمال سواحلها و هي مدينة جميلة جدا و بالرغم من إختفاء المعالم الإسلامية إلا من بضع أشياء كالقصبةو يوجد أيضا بعض الحمامات العربية القديمة  

و "القصبة" مكان جميل جدا و من أعلى الأماكن في "ملقا" و التي يمكنك أن تكشف من خلالها المدينة و تستمع بمنظر "بانورامي" رائع ترى فيه المدينة و البحر التوسط 
 و مازال السور الذي كان يحمي المدينة قائما حتى اليوم في القصبة و الذي شهد أخر لحظات الدفاع عن المدينة و "ملقا" سقطت قبل غرناطة بوقت يسير إذ كانت تابعة لغرناطة، و سقطت بعد دفاع مستميت من أهالي المدينة بعد حصارطويل !

و بالرغم من كل هذا
 إلا إنني وجدت فيها أكبر نسبة من العرب و المسلمين بعد مدينة غرناطة و أقل مدينة وجدت بها عرب و مسلمين كانت مدينة "إشبيلية"ا
و تشتهر ملقا أيضا بالأكل الشهي
و هي أيضا مدينة دمها خفيف جدا و فيها شبة جدا من الإسكندرية
و لكن أكثر شئ أعجبني فيها هو أهتمامهم   الشديد بالنظافة و جمال المدينة ،ففي الصباح الباكر يقومون بتغيير الزهور على الأعمدة  في أشهر الشوارع السياحية هناك و هو شارع
Marques de larios
و هو أحد الأشخاص الذي ساهم في نهضة المدينة في القرن التاسع عشر

 و رأيت مهمة تغيير الزهور هذه بعيني في وقت الفجر قبل ذهاب الناس إلى أشغالها كما في الصورة
 و هم يقومون ب ذلك لأنهم يؤمنون بقيمة أسمها النظافة 
زرتها في عز الشتاء في يناير و كان الجو جميلا جدا صباحا و مساءا حتى أنني كنت ب أتجول ب "تي شيرت" و حاملا في يدي "جاكيت" لم ألبسه إلا عند حلول الليل 
و على الرغم من أن المدينة ساحلية و أن ذروة السياحة بها تكون في فصل الصيف إلا أن عدد السياح في ذلك الوقت من العام كان كبيرا جدا
قضيت بها أقل من يوم حيث وصلت إليها في حدود الساعة الثانية من بعد الظهر و غادرتها في السابعة صباحا من اليوم التالي و كان أخر ما رآته عيني هو هذا المشهد الذي في الصورة وقت شروق الشمس !!

Tuesday, 29 April 2014

عشاء عربي ملئ بالشجون في غرناطة

تنتشر في غرناطة المطاعم المغربية و العربية و ذلك لكثرة عدد المغاربة و الذين يعملون في غرناطة و لهم شارع مزق ليس بالصغير في حي البيازين و يرتاده السائحين لكي يشتروا منه الأزياء العربية و كل ما له علاقة بالثقافة العربية
مثله كخان الخليلي قي مصر بالضبط
و يوجد أيضا كثير من المغاربة يفتحون مطاعم لتقديم الشيشة و الأكل  ,المغربي من كسكسي و طواجن و شاورما أو كباب ، و هذه المطاعم تنتشر في كل أنحاء غرناطة

وجدت هذا المكان  و أنا أبحث عن مكان للأكل.. المطعم حجمه صغير نسبيا مقارنة ب باقي المطاعم التي تجاوره و لكن الشاورما كان شكلها مغري جدا
كان يقدم الشاورما و بعض المأكولات الشامية الأخري
دخلت إلى هناك و طلبت شاورما...تجاذبت الحديث مع الشاب المغربي و الشاب الفلسطيني اللذان يعملان في المطعم حتى يتم تجهيز طلبي ، كنا نتكلم عن مصر و سوريا و ما أحل بهم...
الأكل كان لذيذا جدا و  الحديث كان ساخنا جدا 
ذكر لي الشاب المفربي كيف أننا-العرب- من أسوأ الناس في التعامل و كيف نكره بعض و أن ما يحدث هو ما نستحقه تماما و أننا لا نستحق سوى حكامنا و ضرب لي أمثلة كثيرة بالغرب "الكافر" و كيف عندهم قيمة إحترام الإنسان بغض النظر عن جنسه أو لونه أو دينه...أيضا اليوم كان يوم الجمعة و الوقت كان متأخرا و كان يدخل ناس سكرانة لتأكل فذكر لي الشاب المغربي أن هذه هي أحدى مساوئ العيشة في الغرب و أننا للأسف لا نأخذ منهم إلا هذه الأشياء و نترك الأشياء الإيجابية التي عندهم 
كان يتكلم بصدق و كنت أحس أن كلامه نابعا من قلبه حتى أنني في طريق رجوعي إلى   "الهوستل" الذي أقيم فيه ظل أصداء الحديث مسيطرا على مع حالة من الشجن الغريبة و أنا أتمشى خلال حارات حي "البيازين" !.

نسيت أن أذكر أننا تطرقنا في الحديث إلى غرناطة أيام الحكم الإسلامي، فأنت لا تستطيع أن تكون في غرناطة و تتجاوز الحديث عن عظمة ما بناه المسلمون في تلك البلاد إلا في حالة واحدة و هي أن تكون أعمى ! 

Friday, 11 April 2014

شهادة يهود الأندلس على عدل الإسلام !

في المدن الأندلسية الكبرى هتلاقي تقريبا في كل مدينة مكان يعرف بالحي اليهودي و هذه الأماكن التي كان يعيش فيها اليهود أيام الأندلس، وجدت هذه الأماكن في مدن قرطبة و إشبيلية و غرناطة ...اليهود كانوا يعيشون أزهى عصورهم في الأندلس أيام حكم المسلمين ، هذه الأحياء تظهر مدى الثراء الذي كانوا عليه وقتها..

 مما هو مثبت في كتب اليهود  في ذلك الوقت و هذا الكلام سمعته من الشيخ حمزة يوسف و الحديث موجود في الرابط في الأسفل ،أنهم- أي اليهود- كانوا يخصصون وقتا يوميا في صلاتهم الخاصة و يدعوا فيه بنصر المسلمين على ممالك المسيحين في الشمال، و بالطبع لم يكونوا يدعوا للمسلمين لسواد عيونهم و لكن ﻷنهم عاشوا في دولة قائمة على العدل و الإحسان في ذلك الوقت،فقد حصلوا على كافة حقوقهم كمواطنين و ازدهرت تجارتهم و لم يحلموا ب أكثر من هذا .. و كان أكثر ما يخشوه هو زوال حكم المسلمين في الأندلس، لأنه في ذلك الوقت كانت دول المسيحين قائمة على الظلم و الجور ...و يبدو أنهم كانوا على حق في هذا، فعندما سقطت الأندلس ، عانوا أشد المعاناة هم أيضا من محاكم التفتيش و سلبت منهم جميع أموالهم و طردوا و شردوا من الأندلس !

و هذا التمثال لموسى بن ميمون ، أحد أشهر علماء اليهود، يزغ في الأندلس و بعدها سافر الى مصر حيث أختاره صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ليكون طبيبه الخاص و قربه منه و توفي بعد ذلك في القاهرة و يوجد له في قرطبة هذا النصب التذكاري بجانب بيته و أيضا الساحة أو الميدان المجاورة لبيته  ب إسمه !


 صدق هذا الشاعر في هذا البيت و أبلغ في إختيار كلمة "حر" و ليس مسلم أو أي شئ آخر !!

آلمني و آلم كل حر....سؤال الدهر،أين المسلمون؟

: و كان الصحابي ربعي بن عامر  قد أدرك هذا المعني من قبل و لخصه في هذا الكلام الموجز
"لقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد و من جور الأديان إلى "عدل" الإسلام "
رابط فيديو الشيخ حمزة يوسف :http://www.tubechop.com/watch/2514049






Sunday, 6 April 2014

كارلوس الخامس و جريمته في الحمراء !

أعتقد أن هذا سيكون شعور كل من يزور قصر الحمراء و يعرف ما فعله هذا الرجل 
هو شخصية مشهورة جدا في التاريخ الأوروبي و لكن كل ذلك لا يعنيني إزاء ما فعله في حق تاريخ الأندلس
لو كان عايش بيننا كان سيشتهر بألقاب مثل  الباراشوت و "الرزل"  ، فلقد أرتكب العديد من الحماقات في حق تاريخ الأندلس بل و في حق التاريخ أجمع وكل ذلك من أجل أن يعلي ذكره و لكن أفعاله أنقلبت ضده و صار قصره في الحمراء عبرة لكل معتبر

هو من أحفاد الملكين الكاثولكيين إيزابيلا و فرديناند
و أسمه في بعض المصادر العربية شارلكان و في 
أغلبها يعرف ب شارل أو كارلوس الخامس 
كان من أعظم ملوك القرن السادس عشر في أوروباو حكم دولة مترامية الأطراف

المهم أن  هذا الإمبراطور أعجب جدا ب قصر الحمراء و قد صادف وقت تولي هذا الإمبراطور الحكم 20  سنة تقريبا من سقوط غرناطة أي في بدايات القرن السادس عشر
و يبدو أنه فتن بجمال قصر الحمراء فأراد أن يبني له شيئا مماثل
و ليس هناك أي مشكلة في ذلك و لكن ما فعله في سبيل ذلك هو المشكلة ،

فلقد أقدم على هدم جزء عظيم من قصر الحمراء ليبني قصره بجوار الحمراء ولا أدري من أشار عليه بهذه الحماقة
فقصر الحمراء لا يوجد له مثيل في العالم
فكان من الممكن أن يبني قصره في أي مكان دون الإقدام على هذا التطفل الغير مبرر ب أي شكل من الأشكال
و ليته أكتفى بذلك فقط و لكنه أراد أن يمحي جمال الحمراء و أن  يعلى فقط من قصره فهدم المدخل الرئيسي للحمراء و جعل مدخل الحمراء في باب جانبي تحقيرا له و جعل مدخل قصره كأنه المدخل الرئيسي .و أستطيع أن أتخيل شعوره بعد أن تم البناء و شاهد هذا المسخ و هذا الشئ الباهت و الذي يتضاءل جدا بجوار قصر الحمراء و الذي يأتي إليه السياح من شتى البقاع ليشاهدوا  هذا الجمال الفريد من نوعه ،يقول الدكتور حسين مؤنس في كتابه "الأندلس ,الفردوس الموعود" أنه بعد أن تم الإنتهاء من بناء القصر نظر إليه شارل الخامس نظرة واحدة فقط و لم يعد إليه بعدها و ظل مهجورا الي اليوم...

ما لم يفقهه هذا الملك أن هناك شئ اسمه الذوق ، فعندما تستخدم أعظم الأشياء و أغلاها في بناء شئ فليس معنى هذا أنك بنيت شئ جميل ، فليس من اللازم أن شخص يلبس  حلو و على الموضة أنه يشتري أغلى الأشياء ولكنه يعرف كيف يختار اللبس و يراعي التناسق و الملائمة و هذا ما يطلقون عليه الشياكة أو  الموضة   ، فما يعجبني في الإيطاليين في الموضة أنهم لا يلبسون أغلى الأشياء ولكن عندهم حاسة جيدة في كيفية اختيار ما يلبسونه و الغريب أن هذا الملك كان يحكم أيضا إيطاليا ّّ

و هذا ما جذبني في قصر الحمراء و يجذب ألاف السائحين كل يوم يأتون لزيارة غرناطة فقط لكي يزوروا الحمراء   فالحمراء ليس بهذه الفخامة التي عليها قصر شارل الخامس و  من الواضح جدا أن قصره متفوق عليه في الفخامة  و لكن قصر الحمراء تشعر و انت بداخله بالاتصال بكل ما هو حولك و الطبيعة و المياه و هذا  كان ما يميز المسلمين انهم كانوا يحققون اقصى استفادة من الموارد التي حولهم

القصر الذي بناه فعلا يشوه المنظر العام لقصر الحمراء و تشعر كده إنه خازوق كده ليس له أي معالم تذكر، و سبحان الله فالتاريخ لا يرحم و لا يجامل

فعندما تزور قصر الحمراء ستجد أربعة أماكن رئيسية يمكن أن تزورها و تلك الأماكن هي جنة العريف و القصبة و قصور بني نصر و أخيرا قصر شارل الخامس

فأول مكانين يمكن أن تدخلهم مرة واحدة فقط في أي وقت من أوقات الزيارة و لا يمكن أن تدخلهم مجددا إذا خرجت منهم بعد أن دخلتهم

 و المكان الثالث و هو قصور بني نصر و هو أعظم و أعجب ما ب الحمراء فالدخول ليس فقط  مرة واحدة فقط و  لكن أيضا يجب أن تحدد وأنت تشتري التذكرة من الإنترنت الموعد الذي ستدخل فيه لزيارة هذه القصور العجيبة، فكل نصف ساعة يسمحون لعدد معين من الزائرين دخول هذه القصور، و إذا حدث و تأخرت عن الموعد المكتوب على التذكرة فمن المستحيل أن تدخل و يجب أن تدرك وقتها أنه قد فاتك مشاهدة أجمل منطقة في قصر الحمراء 

و المكان الرابع و هو قصر شارل الخامس فيمكنك أن تدخله عدد لا نهائي و ذلك فقط لأن عادة لا أحد يدخله و ستجده خاليا من الناس في كل الأوقات و معظم الذين يدخلونه ينظرون حولهم ثم ينصرفوا فهم لم يأتوا لمشاهدة هذا المسخ و لكن ليشاهدوا قصر الحمراءو كفى و سترون صورة ألتقطتها للقصر من الداخل و كان خاليا من الزائرين تماما و إذا دخلته في أي وقت من اليوم فلن تجد عددا أكثر من أصابع يديك !

قبل أن أذهب إلى هناك بحثت عن معلومات عن قصر الحمراء فوجدت الناس على موقع
Trip advisor
قد مدحوا في الحمراء   و لكن العديد منهم علق على القصر الإمبراطور كارلوس  و كيف أن مكانه غير مناسب وسط الحمراء و أفضل شئ ذكروه عن هذا القصر أنه ربما  يكون جيد و لكنه ظلم بوجوده وسط قصر الحمراء !

 و لم يكتفى فقط بهدم جزء من الحمراء و تشويهه بهذا الشكل و لكنه أيضا حول مسجد الحمراء الجامع إلى كنيسة أضرت جدا بالشكل الجمالي لمنطقة الحمراء و كأن هدفه هو تشويه آثار المسلمين
و مما زاد كراهتي لهذا الرجل عندما علمت أن في عهده تم تشويه مسجد قرطبة أكبر مساجد الدنيا في وقته و المسجد الذي لا يوجد له مثيل في التاريخ
...و لكن لهذا حديثا آخر



Saturday, 5 April 2014

من كتاب "رحلة الأندلس، حديث الفردوس الموعود" ل د.حسين مؤنس


Sunset view of Al-hambra palace from Al-bayazin

الحمراء جوهرة تتألق في وسط أوروبا 

أخر صلاة جمعة في الأندلس !

المسجد الجامع الرئيسي في حي البيازين و هو أشهر أحياء مدينة غرناطة...و أقيمت في هذا المسجد آخر صلاة جمعة في الأندلس كلها و ألقى خطبة الجمعة وقتها الإمام محمد بن المواق الغرناطي و من بعدها أغلق المسجد لفترة ثم تحول بعدها إلى كنيسة تعرف اليوم ب سان سلفادور !
و عشان تبقى متخيل أهمية الموضوع ، تخيل إن صلاة الجمعة دي كانت أخر صلاة بعد حوالي 800 سنة !
و ظل بعدها المسلمون لا يسمح لهم ب أداء الصلوات جهرا حتى العام 1975 عندما أطلقت أسبانيا الحريات القومية و الدينية ...و من المعلومات التي سمعتها من الشيخ عبد الغني ميلارا- و هو من أقدم المسلمين الذين أسلموا حديثا من الأسبان- أن المسلمين في العام 1980 و بعد أن سمحت أسبانيا ببعض الحريات قد طلبوا من الكنيسة أداء صلاة عيد الأضحى في مسجد قرطبة و وافقت الكنيسة وقتها و تمت الصلاة بالفعل هناك وسط حضور كبير و في العام الذي يليه عندما كرروا نفس الطلب رفضت الكنيسة دون إبداء أي أسباب، و نفس الشئ حدث أيضا في قصر الحمراء حيث أقيمت فيه صلاة عيد الفطر لمرة واحدة فقط ثم تم الرفض بعد ذلك !